( شعارهم رقة الشكوى ومذهبهم ... أن الضلالة فيهم في الغرام هدى ) .
( عيونهم في ظلام الليل ساهرة ... عبرى وأنفاسهم تحت الدجى صعدا ) .
( تجرعوا كأس خمر الحب مترعة ... ظلوا سكارى وظنوا غيهم رشدا ) .
( وعاسل القد معسول مقبله ... كالغصن لما انثنى والبدر حين بدا ) .
( رقيم عارضه كهف لعاشقه ... يأوي إليه فكم في حبه شهدا ) .
( نادمته وثغور البرق باسمة ... والغيث ينزل منحلا ومنعقدا ) .
( كأن جلق حيا الله ساكنها ... أهدت إلى الغور من أزهارها مددا ) .
( فاسترسل الجو منهلا يزيد على ... ثورا ويعقد محلول الندى بردا ) .
وقال أيضا .
( فؤادي إلى بانات جلق مائل ... ودمعي على أنهارها يتحدر ) .
( يرنحني لوز ابن كلاب مزهرا ... وتهتزني أغصانه وهو مثمر ) .
( وإني إلى زهر السفرجل شيق ... إذا ما بدا مثل الدراهم ينثر ) .
( غياض يفيض الماء في عرصاتها ... فتزهو جمالا عند ذاك وتزهر ) .
( ترى بردى فيها يجول كأنه ... وحصباءه سيف صقيل مجوهر ) .
( وبي أحور لاح العذار بخده ... يسامح قلبي في هواه ويعذر ) .
( يحاورني فيه على الصبر صاحبي ... وكيف أطيق الصبر والطرف أحور ) .
( إذا اشتقت وادي النيربين لمحته ... فأنظر معناه به وهو أنضر ) .
( حوى الشرف الأعلى من الحسن خده ... على أن ميدان العوارض أخضر ) .
وما أحسن قوله C تعالى .
( واد به أهل الحبيب نزول ... حيا معاهدها الحيا والنيل ) .
( واد يفوح المسك من جنباته ... ويصح فيه للنسيم عليل ) .
( يشتاقه ويود لثم ترابه ... شوقا ولكن ما إليه سبيل )