( ومن كل ريحان مقيم وزائر ... يصافح رياه الرياض فتعبق ) .
( كأن قدود السرو فيه موائسا ... قدود عذارى ميلها مترفق ) .
( إذا ما تدلت للشقائق صدها ... عيون من النور المفتح ترمق ) .
( وقصر يكل الطرف عنه كأنه ... إلى النسر نسر في السماء معلق ) .
( وكم جدول جار يطارد جدولا ... وكم جوسق عال يوازيه جوسق ) .
( وكم بركة ... فيها تضاحك بركة وكم قسطل للماء فيه تدفق ) .
( وكم منزل يعشي العيون كأنما ... تألق فيها بارق يتألق ) .
( وفي الربوة الفيحاء للقلب جاذب ... وللهم مسلاة وللعين مرمق ) .
( عروس جلاها الدهر فوق منصة ... من الدهر والأبصار ترمى وترمق ) .
( فهام بها الوادي ففاضت عيونه ... فكل قرار منه بالدمع يشرق ) .
( تكفل من دون الجداول شربها ... يزيد يصفيه لها ويروق ) .
وقال أبو تمام في دمشق .
( لولا حدائقها وأني لا أرى ... عرشا هناك ظننتها بلقيسا ) .
( وأرى الزمان غدا عليك بوجهه ... جذلان بساما وكان عبوسا ) .
( قد بوركت تلك البطون وقد سمت ... تلك الظهور وقدست تقديسا ) .
وقال البحتري .
( أما دمشق فقد أبدت محاسنها ... وقد وفى لك مطريها بما وعدا )