( أصدأ يحكي الظلام غرته ... البدر وتحجيله كواكبه ) .
( أعاره الروض وشي زهرته ... فعاد في لونه يناسبه ) .
( وطالب لا يفوز هاربه ... وهارب لا ينال طالبه ) .
( كم موكب سار في جوانبه ... فاهتز زهوا به كتائبه ) .
( وعسكر زانه تحمحمه ... فارتج من صوته مواكبه ) .
( ومجهل راح وهو جائبه ... لولاه لم تطوه نجائبه ) .
( صبرا جميلا وإن سلبت أبا ... عيسى جليلا فالموت سالبه ) .
( والموت وإن جار في الحكومة أو ... أنصف فالمرء لا يغالبه ) .
( في الصاحب المرتجى لنا خلف ... من كل ماض خفت ركائبه ) .
( إن نفق الطرف أو أصبت به ... ما نفقت عندنا مواهبه ) .
( لم يود طرف وإن فقدت به ... علقا نفيسا ما عاش واهبه ) .
( دام لنا في النعيم ما طلعت ... شمس وجلى الظلام ثاقبه ) - المنسرح - .
ومن قصيدة أبي العباس الضبي .
( دعا ناظري لذيذ اغتماضه ... وقلبي يستسعر أليم ارتماضه ) .
( فقد جاد سباق الجياد بنفسه ... فلا ظهر منها لم يمل لإنهياضه ) .
( أبيد فما للبيد طرف وطرفه ... صحيح ولم يقرحه حرا ارفضاضه ) .
( نفوس عتاق الخيل فيضي لفقده ... وأعينها فيضي لوشك انقراضه ) .
( وأظهرها حطي السروج تفجعا ... له وردي ماء الردى من حياضه )