( أَصْبَحَ يَهْوَى طَفْلَةً مِعْطَارَه ... إياكِ أَعْنِي وَاسْمَعي يا جَاره ) .
فعرفت أنه يعنيها فقالت ما هذا بقول ذي عقل أريب ولا ذي رأي مصيب ولا أنف نجيب . فأقم ما أقمت مُكرّماً وارحل إذا رحلت مسلماً فاستحيا وقال يا سوأتاه قالت : صدقت وارتحل وأتى النعمان فحباه وأكرمه فلما رجع نزل على أخيها - حارثة بن لام - فتبعته نفس الجارية وكان جميلاً مقبولاً فأرسلت إليه إن كانت بك فيّ حاجة فاخطبني إلى أخي فإني سريعة إلى ذلك فخطبها وتزوجها وسار بها إلى أهله . 21 - باب حمد الإنسان قبل اختباره .
قال أبو عبيد قال علي الأحمر من أمثالهم في هذا " لا تَحْمِدَنَّ أَمَةً حَالَ اشْتِرائِها وَلا حُرَّةً عَامَ بِنَائِها " قال أبو عبيد معناه أنها تتصنّعُ لأهلها لجدة الأمر وإن لم يكن ذلك شأنهَها وهذا لكل من حمد قبل أن يختبر ومنه البيت السائر في الناس لا تحمدن امرءاً . . .
ومن هذا المعنى قولهم " لا تَهْرِفْ قَبْلَ أَنْ تَعْرِف والهرفُ : الإطناب في الحمد والثناء وفي بعض الحديث لا تعجلوا بحمد الناس ولا ذمهم فإن أحدكم لا يدري بما يختم له .
أنشد أبو عبيد في هذا الباب .
( لا تَمْدَحَنَّ امْرَءاً حَتَّى تُجَرِّبَهُ ... وَلا تَذُمَّنَّهُ مِنْ غَيْرِ تَجْريبِ )