فقال : " أعن صبوح ترقق " حرمت عليه امرأته .
قال أبو عبيد : ظن الشعبي - فما أحسب - أنه أراد غير القبلة فكنى بها عن ذاك - فيما أحسب - .
وقال أبو زيد والأصمعي في مثل هذا " يُسرُّ حَسْواً في ارتْغِاءِ " قال الأصمعي وأصلُهُ الرجل يؤتى باللبن فيظهر أنه يريد الرغوة خاصة ولا يريد غيرها فيشربها وهو في ذلك ينال من اللبن والإرتغاء هو شرب الرغوة يقال منه : ارتغيت ارتغاء .
قال أبو عبيد ومن التعريض قولهم " إِيَّاك أَعني وَاسْمَعِي يا جَارَة " ويروى عن بعض العلماء أن المثل لشهل بن مالك الفزاري قاله لأخت حارثة بن لام الطائي .
ع : إنما هو نهشل بن مالك - وقيل سهل بن مالك 3 - وليس في العرب شهل بالشين إلا شهل بن شيبان وهو الفند الزماني .
وكان من خبر نهشهل بن مالك هذا أنه خرج يريد النعمان بن المنذر فمر ببعض أحياء طيّ فسأل عن سيد الحيّ فقيل له : حارثة بن لام فأم رحله فلم يصبه شاهداً فقالت له أخته انزل في الرحب والسعة حتى يلحق حارثة فنزل فأكرمت مثواه وأحسنت قراه . ورآها خارجة من خباء إلى خباء فرأى جمالاً بهره وكمالاً فتنة وكانت عقيلة قومها وسيدة نسائها فجعل لا يدري كيف يعلمها بما في نفسه منها ولا ما يوافقها من ذلك فجلس بفناء الخباء يوماً وجعل ينشد : .
( يا أُخْتَ خَيْرِ البَدْوِ والحَضارَة ... كَيْفَ تَريَنَ في فَتَى فَزَارَه )