البَابُ التاسِع عشر .
ذكر الأمثال في منتهى التشبيه .
231 - باب الأَمثال في منتهى التشبيه .
قال أبو عبيد : من أمثالهم في أقاصي التشبيه قولهم ( إِنَّهُ لأَحْذَرُ مِنْ غُرَاب ) وقال الفراء يقال : ( إِنّهُ لأَزْهَى مِنْ غُرَاب ) .
وقال أبو زيد : يقال ( إِنَّهُ لأَبْصَرُ مِنْ غُراب ) .
ع : أما قولهم : أبصر من غراب فزعم ابن الأعرابي أن العرب تسمي الغراب ( الأعور ) لأنه مغمض أبداً إحدى عينيه مقتصر على الأخرى لقوة بصره .
وقال غيره : إنما سمي أعور لحدة بصره على طريق التفاؤل كما قالوا للفلاة مفازة .
وأما قولهم ( أحذر من غراب ) فإنهم يحكون في رموزهم أن الغراب قال لابنه : إذا رميت فتلوّص قال : أنا أتلوص قبل أن أرمى .
وأما قولهم ( أزهى من غراب ) فلأنه إذا مشى لا يزال يختال وينظر إلى نفسه قال الشاعر وهو خلف الأحمر في أبي عبيدة معمر بن المثنى :