( أُقَاتِلُ ما كان القِتَالُ حَزَامَةً ... وَأَنْجُو إِذا لَمْ يَنْجُ إِلا المُكيِّس ) .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في العداوة : ( هُوَ يَعَضُّ عَلَيْه الأُرَّم ) قال : يعني أصابعه .
وقال مؤرج : هو يحرق عليه الأرّم قال : وفي تفسيرها ثلاثة أقوال : يقال الحصى والأضراس ويقال : الأسنان وهي أبعدها ولو كانت الأسنان لكانت بالزاي الأزّم وإنما هي بالراء .
ع : الأرم بالراء الأسنان هو قول ابن السكيت وأما قول أبي عبيد : لو كانت الأسنان لكانت الأزم فإن ابن قتيبة ذهب إلى الأزم وهو العض وأغفل الأرْم وهو الأكل يقال : أرم البعير يأرم أرَماً ومن قال الأرم : الأصابع فإنما سميت بذلك لأن الأكل يكون بها ومثله ( فُلانٌ يكْسِرُ عَلَيْهِ أَرْعَاظ النَّبْلِ غَضَبا ) والرعظ مدخل النصل في السهم .
قال أبو عبيد : قال الأصمعي : ومن أمثالهم في الشدة : ( لَقِيتُ مِنْ فُلان عَرَقَ القِرْبَةِ ) قال : ومعناه الشدة ولا أدري ما أصلها .
قال أبو عبيد : وقد فسرناه في غريب الحديث .
ع : ولعلّ قارئ كتابه هذا لم يرَ قط شرح الحديث له ولا هو في ملكه ولا في بلده .
ومعنى المثل على ما ذكره هو وغيره قال الكسائي في قول عمر بن الخطاب Bه : لا تغالوا صُدُق النساء فإن الرجل يغالي بصداق المرأة حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوة يقول ( جشّمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ القِرْبَةِ ) يقول : نصبتُ وتكلفتُ حتى عرقت كعرق القربة وعرقها : سيلان مائها .
وقال أبو عبيدة : عرق القربة يقول تكلفت إليك ما لم يبلغه أحد حتى تجشمت ما لا يكون لأن القربة لا تعرق يذهب أبو عبيدة إلى مثل قول الناس ( حَتَّى يَشِيبَ الغُراب )