ع : العرب تكي بلبس هذه الجلود عن أحوال السباع التي هي عليها فإذا أرادوا الشدة والجرأة قالوا : جلد النمر لأنه أجرأ السباع وأعداها وأخفها وثباً وأذكاها قلباً وهو يقتل الأسد لأنه يجمع جراميزه فيثب على ظهره فينتهشه ويأكل لحمه وهو حي حتى يسقط لفيه قال أوس بن حجر : .
( كأَنَّ جُلودَ النُّمْرِ جِيبَتْ عَلَيْهِمُ ... إِذا جَعْجَعُوا بَيْنَ الإِنَاخَةِ وَالحَبْسِ ) .
وإذا أرادوا الروغَانَ والنكوص عن الأقران قالوا : ( جِلْدُ ثَعْلَب ) قال الشاعر : .
( أَبَيْنَا أَبَيْنَا أَنْ تُغَنُّوا بِعَامرٍ ... كَمَا قُلْتُمُ زبَّانُ في مَسْكِ ثَعْلَب ) .
يعني كما قلتم أن زَبّان رواغٌ وقال آخر : .
( فَطَوْراً تَرَانَا في مُسُوكِ جِيَادِنَا ... وَطَوْراً تَرَانَا في مُسُوكِ الثَّعَالِبِ ) .
يقول : طوراً ترانا كجيادنا أي كخيلنا في الجرأة والإقدام إذا رأينا مُقدَماً وطوراً ترانا كالثعالب في الروغان إذا رأينا أن الإحجام حزم والنكوص سياسة كما قال زيد الخيل :