عمير وهو ابن عمه وصهره فنادى بأعلى صوته : .
( يَا شَريك بنَ عُمَيْرٍ ... يَا أَخضا مَنْ لا أَخَا لَه ) .
( يَا شَريك بنَ عُمَيْرٍ ... اكْفلِ المَرْءَ وَآله ) .
( رَيْثَ أُوصي وَأُؤدِّي ... مَالَ مَنْ أُودعتُ مَالَه ) .
( يَا شَريكَ بنَ عُمَيْرٍ ... هَلْ مِنَ المَوْتِ مَحَالَهْ ) .
فاهتز لذلك شريك ومضى إلى النعمان فكفل له به فأجل له النعمان وضمنه شريكاً بدمه فانطلق الطائي إلى أهله وأوصاهم وودعهم ولبس أكفانه وتحنط وأقبل يريد النعمان .
وإنه لما أصبح النعمان يوم أجل الطائي دعا بشريك ليقتله فقال له : أيها الملك اجعل لي يومي هذا إلى انقضائه ووطن نفسه شريك على القتل وودع أهله فلم يلبثوا أن طلع عليهم الطائي في أكفانه متحنطاً فاشتد تعجّب النعمان منه وقال : ما أدري أيكما أكرم فأخبرني يا طائي ما حملك على الوفاء وأنت تعلم أنك مقتول قال : حملني على ذلك ديني قال : وما دينك قال : النصرانية فوصف له الدين وتوحيد الله تعالى فظهر له صحة ما وصف وقبله بفطنته وتنصّر وقال : لا بؤس ولا يوم بؤس بعد هذا ووصل الطائي وأحسن إليه وكان ذلك سبب تزهده حتى انخلع من ملكه وساح في الأرض وثبت الملك في ولده .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في الجبان يشتدّ فزعه : ( اقْشَعَرَّتْ مِنْهُ الذَّوَائِب ) .
ع : الذوائب : هو شعر مؤخر الرأس واحدتها ذؤابة وشعر مقدم الرأس الناصية .
وبعضهم يقول ( أقشعرّت منه الدوائر )