( وَلَقَدْ لَقِيتُ فَوَارِساً مِنْ عَامِرٍ ... غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرَادَةِ العَيَّارِ ) .
ويروى : ( لو أنهم ثقفوك يوم محجر غنظوك ) فقال : كان العيار رجلاً من بني عُليم وكان أفرق الثنية فأكل جراداً فنشبت جرادة في فرق ثنيته فلم يشعر بها حتى تكلّم في نادي قومه فنُبه عليها .
وقال الخليل : إن العيار صاد جراداً فدسّهن في رماد وجعل يخرج واحدة بعد واحدة ويأكل من شدة الجوع فأخذ جرادة منهن فطارت فقال لها والله إن كنت لأنضجهن فضرب ذلك مثلاً لكل من أفلت من كرب .
وقد فسر أبو عبيد الغنظ .
قال أبو عبيد : ومثله ( حَالَ الجَريضُ دُونَ القَريضِ ) وهذا المثل لعبيد بن الأبرص قاله للمنذر حين أراد قتله .
فقال له : انشدني قولك : ( أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوب ) فقال عبيد عند ذلك ( حالَ الجريضُ دونَ القَريضِ ) والجريض : هو الغصص عند الموت .
ع : الصحيح أن صاحب يوم النعيم ويوم البؤس واول من سنّهما يومين في السنة هو النعمان الأكبر باني الخورنق وهو ابن الشقيقة وهو المتألّه والمتخلي عن ملكه آخر أمره .
وسنذكر السبب في أمريه إثر هذا .
فوفد إليه عبيد في يوم بؤسه وقد كان قبل ذلك امتدحه فوصله وأكرمه فقال له : ما أخرجك ثكلتك أمك ! فقال حضور أجلي وانقطاع أملي .
وكان من لقيه في يوم بؤسه لم يخلصه من القتل شيء فاستنشده قوله : .
( أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلْحُوبُ ... فَالقُطَبياتُ فَالذَّنُوبُ ) .
فقال له : حال الجريض دون القريض .
فعزم عليه أن ينشده فأنشده :