( كَمُرْضِعَةٍ أَوْلادَ أُخْرى وَضَيَّعَتْ ... بَنِيهَا فَلمْ ترقَع بِذلِكَ مَرْقَعا ) 187 باب الخطإِ في مكافأَة المحسن بالإساءة والمسيءِ بالإِحسان .
قال أبو عبيد : من أمثالهم في هذا قولهم ( خَيْرُ حَالِبَيْكِ تَنْطَحِينَ ) قال أبو عبيد : وأظن أصله أن شاة أو بقرة كان لها حالبان وكان أحدهما أرفق بها من الآخر فكانت تنطح الرافق بها وتدع الآخر .
ع : إنما كانت شاة تسمى هيلة من أساء إليها درّت له ومن أحسن إليها نطحته فضربت مثلاً قال الكميت : .
( فَإِنَّكَ وَالتَّحَوُّلَ عَنْ مَعَدٍّ ... كَهَيْلَةَ قَبْلنَا وَالحَالِبِينَا ) .
وإلى هذا ذهب الآخر في قوله : .
( كَعَنْزِ السوءِ تَنْطَحُ مَن خَلاها ... وَتَرْأَمُ مَنْ يُحِدُّ لها الشِّفارا ) .
من خلاها : يريد من أطعمها الخلى وهو الرطب من الكلأ وحشها إذا أطعمها الحشيش وهو اليابس ومنه قولهم في المثل ( أَحشك وَتَرُوثنِي ) .
قال أبو عبيد : وكذلك قولهم ( يَحْمِلُ شَنٌّ وَيُفَدَّى لُكَيْز ) وشن ولكيز ابنا أفصى بن عبد القيس كانا مع أمهما في سفر وهي ليلى بنت قُرّان بن بَلِيّ .
ع : رواه عليّ بن عبد العزيز : ليلى بنت قُرّان بضم القاف وتشديد الراء ورواه الخشني : فَرَان بالفاء مفتوحة وتخفيف الراء وهو الصحيح على ما ذكر محمد بن حبيب