يعني الحمامة التي تحضن بيض غيرها وتترك بيض نفسها .
ع : قبل البيت بيت يتعلق به ولا يفهم معناه إلا منه وهو : .
( وَإِني وتَرْكِي نَدَى الأَكرمين ... وقدحي بِكَفِّيَ زندًا شَحاحا ) .
( كتارِكَةٍ بَيْضَهَا بالعراءِ ... وَمُلْحِفَةٍ بَيْضَ أُخرى جناحا ) .
وذكر أبو عبيد أن ابن هرمة عني الحمامة وهو قول أبي عبيدة وقال غيره من العلماء : إنما يعني النعمامة .
وذلك أنها تنتشر للطعم فربما رأت بيض نعامة أخرى قد ذهبت لما ذهبت هي له فتحضن بيضها وتترك نفسها وتنساه ثم تجيء الآخرى فترى غيرها على بيضتها فتمرّ لطيتها .
ولذلك تقول العرب ( أحْمَقُ من نعامة ) وهذا معهود فيها معلوم ولا يعلم في الحمام .
وقال ابن الأعرابي ( بَيْضَةُ البَلَدِ ) التي سار المثل بها هي بيضة النعامة المتروكة لا يهتدي إليها فتفسد .
والنعام موصوف بالموق والشراد والنفار وإنما توصف الحمام بالخرق وسوء النظر لبيضها لأنها تصعه على غير تحصين فيسقط وينكسر كما قال عبيد بن الأبرص : .
( عَيُّوا بأَمْرهمُ كما ... عَيَّتْ بِبيْضتها الحمامهْ ) .
( جَعَلَتْ لَهَا عُودَيْنِ مِنْ ... نَشَمٍ وَآخَرَ مِنْ ثُمَامَهْ ) .
فشبههم في عيهم بأمرهم وخرقهم فيه بالحمامة في خرقها ببيضها ولهذا المعنى الذي نسبوا فيه النعام إلى الموق والحمق ضربوا بها المثل لحضنها بيض غيرها .
وقالوا ( أَحْمَقُ مِنْ جهيزة ) وهي أنثى الذئاب لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع .
قال ابن جذل الطعان في ذلك :