بالمِجْدَح وهي الخُشيبة التي يعرض رأسها .
والشراب المخوض مجدوح والمجدوح أيضاً شيء كان يتخذ في الجاهلية في الجدوب .
وهو أن يُعمد إلى الناقة فتفصد ويخلط دمها بما قدروا عليه من دقيق أو سويق أو غير ذلك فيأكلونه .
قال أبو عبيد : ومن أمثال أكثم بن صيفي في نحو هذا : ( المَسْأَلَةُ أَخِرُ كَسْبِ المَرْءِ ) .
ع : هذا من كلام قيس بن عاصم لا من كلام أكثم .
قال لبنيه : إياكم ومسألة الناس فإنها أخر كسب الرجل كذلك ذكر غير واحد من الرواة وهو أخر على وزن فَعِل ومعناه أبعده من الخير وأرذله .
ومن حديث الزهري عن أبي سلمة وسعيد بن المسيّب أن رجلاً من أسلم أتى النبي فقال : إن الأخِرَ زنى أي الأبعد والأخِرُ أيضاً على وزن فعل الغائب .
ولا يحسن هنا أن يقال ( آخر كسب المرء ) بالمدّ الذي هو نقيض أوّل لأن ذلك إباحة للمسألة وأن تكون من آخر ما يتكسّبُ به المرء .
والمسألة مكروهة منهيّ عنها في الجاهلية والإسلام .
وقد أمر النبي بأن يحتطب على ظهره ولا يسأل الناس .
قال أبو عبيد : وقال أبو الأسود الديلي يصف رجلاً بالأخلاق الدنيئة فقال : ( إذا سُئِلَ أَرَزَ وَإِذا دُعِيَ انْتَهَزَ ) .
ع : قال غيره : ( الكَريمُ إِذا سُئِلَ اهْتَزَّ وَاللَّئِيمُ إِذا سُئِلَ أَرَزَ ) اهتز أي استبشر ومعنى أرز تقبّض وقد تقدّم القول في أرز .
وقوله أبو الأسود الديلي : هذا قول محمد بن حبيب إنه الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهم رهط