وقد روي هذا المثل عن الأحنف بن قيس أيضاً أنه خرج من عند معاوية وهو يقول : صدقني سن بكره وذلك لكلام كان معاوية كلّمه به .
ع : روى الخليل وابن الأعرابي وغيرهما أن رجلاً ساوم رجلاً ببكر على أن يشتريه مسناً فقال البائع هذا جمل - لبكر له - وقال المشتري : هذا بكر فقال البائع : بل هو مسنّ . فبينما هما يتنازعان إذ نفر البكر فقال صاحبه يسكن نفاره هَدع هدع . فقال المشتري صَدَقَني سنّ بكره وهدع كلمة للعرب تسَكّنُ بها صغارَ الإبل عند نفارها ولا يقال ذلك لجلّتها ولا مَسَانّهِا .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في التصديق قولهم : " القَوْلُ مَا قَالَت حذام " قال وسمعت غير أبي عبيدة يقول وأحسبه ابن الكلبي إن هذا المثل للجيم ابن صعب والد حنيفة وعجل - ابني لجيم - وكانت حذام امرأته وقال فيها زوجها لجيم .
( إِذا قَالَتْ حَذامِ فَصَدِّقُوهَا ... فَإنَّ القَوْلَ مَا قَالَتْ حَذامِ ) .
هكذا يُنشَدُ بالخفض مثل رقاشِ وقطامِ ونحو ذلك وهو موضع رفع .
ومن التصديق قول أبي بكر حين قالت له قريش هذا صاحبك يخبر أنه سرى في ليله إلى بيت المقدس وانصرف فقال : : " إنْ كَانَ قَالَ فَقَد صَدَقَ " فسُمّي بذلك الصدّيق .
ع : حذام : أم عجل بن لجيم : وأم حنيفة البرشاء سميت حذام لأن ضرتها البرشاء حذمت يديها بشفرة وصبت حذام عليها جمراً فبرشت فسميت