لي الوَبَرَ ولك المدر .
فيقول له رسول الله : بل تبايع على أن لك أعنّة الخيل فإنك رجل فارس فيقول عامر : لا إلا أن يكون لي الوَبَرُ ولك المدر .
وانتظر أن يضربه أربدُ فلم يَصِلْ إلى ذلك فانصرفا وعامر يقول لرسول الله : والله لأملأنها عليك خيلاً جُرداً ورجالاً مُرْداً .
فقال عامر لأربد : ما منعك من أن تضربه فقال : ما هممت بذلك إلا رأيتك بيني وبينه أفكنتُ أعلوك بسيفي وقال رسول الله وقد يئس من إسلامهما : اللّهُمّ اكفنيهما .
فأصابت أربدَ صاعقةٌ قتلته وأصابت عامراً غدة قتلته .
واضطره الوجع إلى بيت امرأة من بني سلول فجعل يقول ( أغدةً كغُدة البعير وموْتاً في بيت سلولية ) فنزلت في هذا ( لَهُ مْعَقباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله ) وقال في شأن أربد : ( وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ ) .
قال ابن إسحاق : والغُدة طاعون أصابه في عنقه .
قال أبو عبيد : ويقال في نحوه : ( أَكَسْفاً وإِمْساكا ) وأصله الرجل يلقاك بعُبوس وكلوح مع بُخْل ومنع .
ع : الكسف هنا كناية عن تغيّر الوجه واللون من العبوس .
قال القطامي : .
( أنسى ابتسامك والأَلوانُ كاسفةٌ ... تبسمَ البرقِ في داجٍ من الظلم ) .
يعني كاسفة متغيرة من شدة الحال وضيق المقام .
يقال : كسِفت الشمس