شهدت أبا محمد ابن بكار العامري الأعرابي في مجلس يزيد بن طلحة وكتاب الأمثال يُقْرأ عليه فلما أتى هذا المثل قال ابن بكار : إنما كان بصدد فتى يكنى أبا يسار فأدخل رجلٌ السوق حماراً فجعل أبو يسار يقول : إن حافره جلمد وإن ظهره حديد فقال له صاحب الحمار " شاكه أبا يَسار دون ذا وينفق الحمار " . باب الرجل يعرف الكذب حتى يرد صدقة لذلك .
قال أبو عبيد : من هذا قولهم : " إذا سَمِعْتَ بسُرى القَيْنِ فَإنَّهُ مُصْبِحٌ وفَسّرَ معناه قال في تفسيره : وأصله أنّ القين في البادية يتنقل في مياههم فيقيم في الموضع أياماً فيكسد عليه عمله فيقول : لأهل الماء : إني راحلٌ الليلة عنكم وإن لم يرد ذلك ولكنه يشيعه ليستعمله من يريد استعماله فكثر ذلك من قوله حتى صار لا يُصدّق . يضرب هذا المثل للرجل يعرفه الناس بالكذب فلا يقبل قوله صادقاً .
وأنشدَ في بعض الروايات شاهداً على ذلك لنهشل بن حرّي الدارمي :