عنه لأبي مسعود عقبة بن عمرو : ألم أنبأ أنك تفتي الناس ولّ حارّها مَن تولّى قارّها .
وهذا المثل قد قاله الحسن بن علي لأبيه .
وذلك أن الوليد بن عقبة لما شهد عليه عند عثمان حمران ورجل آخر بشرب الخمر وصلاته بالناس سكران وهو أمير الكوفة عزله واستحضره وأمر علياً بحدّه فقال عليّ للحسن ابنه : تولّ ذلك منه غضباً لله وانتهاك محارمه فقال له ابنه : ولّ حارّها من تولّى قارها فأمسك فقال علي لعبد الله بن جعفر : أقم عليه الحد فأخذ السوط وجلده وعليّ يعد حتى بلغ أربعين فقال : حسبك جلد النبي أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكلّ سنّة .
قال الخطابي : معنى ولّ حارّها من تولّى قارّها : ولّ العقوبة والضرب من تولّى العمل والنفع .
قال أبو عبيد : وفي بعض الآثار ( الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالخرْقُ شُؤْمٌ ) .
ع : قال النابغة الذبياني فجمع ثلاثة أمثال في بيت : .
( الرِّفْقُ يُمْنٌ وَالأَنَاةُ سَعَادَةٌ ... فَاسْتَأْنِ في رِفْقٍ تُلاقِ نَجَاحا ) .
فقوله ( الرّفْق يمن ) مثل و ( الأناةُ سَعادَةٌ ) مثل ثان وقوله : ( فاسْتَأن في رِفْقٍ ) مثل ثالث وتمم المعنى وحسّنَه بقول : تلاق نجاحاً وكذلك قول زهير : .
( وَفي الحلْمِ إِدْهَانٌ وفي العَفْوِ دُرْبَةٌ ... وفي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدقِ )