ونبخسَك قسطك .
وأدناه وقرّب مجلسه واستنشده ووصلَه وحباه .
وقال الشاعر : .
( يَا بَارِيَ القَوْسِ بَرْياً ليْسَ يُحْسِنُهُ ... لا تَظْلِمِ القَوْسَ أعْطِ القوْسَ بَارِيها ) .
قال أبو عبيد : ومن أمثال أكثم بن صيفيّ : ( الَمْرءُ يَعْجِزُ لا المحَالَةُ ) .
يقول : إنما يجيء الجهلُ من الناس فأمّا العلم والحِيَل فكثيرة .
ع : العرب تقول : ماله حيلة ولا مَحَالة ولا حول ولا حويل بمعنى .
وقال أبو الأسود في نظم هذا المثل : .
( أَعَصيْتَ أَمْرَ ذوي النُّهَى ... وَأَطَعْتَ أَمْرَ ذوي الجَهَالَهْ ) .
( فَاحْتَلْتَ حينَ صَرَمْتَني ... وَالمَرْءُ يَعْجزُ لا المَحَالَه ) .
( وَالعَبْدُ يُقْرَعُ بِالعَصَا ... وَالحُرُّ تَكْفيهِ المَقَالَه ) .
وكان من خبر هذا الشعر أن ابن عم لأبي الأسود دنيةً كان سيء الخُلُق وكان بينهما بابٌ يتطرقون منه .
وكان مما يرفقُ بأبي الاسود ذلك الباب وأن ابن عمّه أراد سدّه فقال له بعض بني عمهم : لا تشُقّن على ابن عمك . دع الباب فأبى إلا سدّه ثم ندم وأراد أن يفتحه لأن الباب كان يرفق بهما جميعاً فأبى أبو الأسود إلا سدّه وقال هذا الشعر وقال أيضاً : .
( لَنَا جِيرَةٌ سَدُّوا المَجَازَةَ بَيْنَنَا ... وَإِنْ ذَكَّرُوكَ السدَّ فَالسدُّ أَكْيَسُ ) .
( وَمنْ خَيْرِ ما أَلصقْتَ بِالدَّارِ حَائِط ... يَزِلُّ به سُفعُ الخَطَاطِيفِ أَمْلَسُ )