ووصف النبي الأنصار بنحو هذه الصفة فقال : ( إِنَّكُمْ لَتَكْثرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وَتَقِلُّونَ عِنْدَ الطَّمَعِ ) .
وقال عنترة : .
( يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّنِي ... أَغْشَى الوَغَى وَأَعفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ ) .
قال أبو عبيد : وإذا ضيع الرجل حق أخيه في حياته ثم بكاه بعد موته فإن مثلهم السائر في هذا قول الشاعر : .
( لأَعْرِفَنَّكَ بَعْدَ المَوْتِ تَنْدبُني ... وَفي حَياتيَ ما زَوَّدْتَني زَادِي ) .
ع : البيت لعبيد بن الأبرص ويروى : لا أعرفنك .
ولا زائدة مؤكدة كما قال الله تعالى : لا أقسم .
وقرأ ابن كثير : لأقسم ويحتمل أن يريد : لا أعرفنّ ندبتك لي بعد موتي ولا بكاءك عليّ إن فعلتَ ذلك ولا يصل إليّ وأما في حياتي فلم تصلني بل ضيعت حق إخائي وودي .
وروى ابن أبي أويس : قال حدثني محمد بن طلحة قال : قال طلحة بن عبيد الله : خرجت مع عمر Bه في بعض أسفاره فإذا براكب على الطريق فقال : ما وراءك قال : أمر جليل .
قال : ويحك ! ما هو قال : مات خالد بن الوليد .
فاسترجع عمر Bه استرجاعاً طويلاً .
فقلت له : يا أمير المؤمنين : .
( أَلا أَرَاكَ بُعِيْدَ المَوْتِ تَنْدُبُني ... وَفي حَيَاتيَ ما زَوَّدْتَني زادي ) .
فقال : يا طلحة لا تؤنبني .
قال أبو عبيد : ومن هذا قولهم ( مَنْ فَازَ بِفُلانٍ فَقَدْ فَازَ بِالسَّهْمِ