( أَرَى كُلَّ عُودٍ نَابِتاً في أَرُومَةٍ ... أَبَى مَنْبِتُ العِيدَانِ أَنْ يَتَغَيَّرَا ) .
( بَنُو الصَّالِحِينَ الصَّالِحُونَ وَمَنْ يَكُنْ ... لآبَاءِ صِدْق يَلْقَهُمْ حَيْثُ سَيَّرَا ) .
قال أبو عبيد : قال الأصمعي : ومنه قولهم ( العَصَا مِنَ العُصَيَّةِ ) قال أبو عبيد : هكذا قال وأنا أحسبها العصية من العصا إلا أن يكون أراد أن الشيء الجليل إنما يكون في بدئه صغيراً كما قالوا ( إِنَّما القرْمُ مِنَ الأَفْيَلِ ) فيجوز حينئذٍ على هذا المعنى أن يقال ( العصا من العصية ) .
ع : حذف أبو عبيد بعض هذا المثل واختزله وإنما تقول العرب ( العصا من العصية والأفعى بِنْت الحَيّة ) .
وقال الرياشي : إن العصية فرس كريمة نتجت مهراً جواداً فقيل العصا من العصية .
وأشهر أفراس العرب المسماة بالعصا فرس جذيمة الأبرش صاحب الزبّى فهذا طبق لما بعده .
والذي ذهب أبو عبيد إليه من أن الشيء الجليل إنما يكون في بدئه صغيراً وَجْه كما قال عدي بن زيد : .
( شطُّ وصلُ الذي تُريدين منِّي ... وَصَغيرُ الأُمُور يَجْنِي الكَبِيرَا ) .
وقال الحارث بن وعلة : .
( لا تَأْمَنَنْ قَوْماً ظَلَمْتهمُ ... وَبَدَأْتَهُمْ بِالشَّتْمِ والظُّلْمِ ) .
( أَنْ يَأْبِرُوا نَخْلاً لِغَيْرِهِمُ ... وَالشَّيْءُ تَحقِرُهُ وَقَدْ يَنْمي )