( إِذا مَا قُلْتُ أَيُّهُمُ لأَيٍّ ... تَشَابَهَتِ المَنَاكِبُ وَالرُّؤُوسُ ) .
يقول : هؤلاء قوم لا ينتجع الناس معروفهم فليس فيهم غيرهم وهذا من أقبح الهجاء .
قال أبو عبيد : ومثله قولهم ( هُمْ سَوَاءٌ كَأَسْنَانِ المُشْطِ ) .
ع : أما قولهم : كأسنان المشط فإنه يقع على كل استواء في أي حال كان .
قال الشاعر : .
( أُنَاسٌ هُمُ المُشْطُ اسْتِوَاءً لَدَى الوَغَى ... إِذا اخْتَلَفَ النَّاسُ اخْتِلاف المشَاجِبِ ) .
وقال النبي ( الناس كأسنان المُشْطِ وإنّما يَتَفاضَلونَ بالعَافِيَة ) .
قال أبو عبيد : قال أبو زيد ومن أمثالهم في هذا أيضاً قولهم : .
( النَّاسُ إِخْوَانٌ وَشَتَّى في الشِّيَمْ ... وَكُلُّهُمْ يَجْمَعُهُمْ بَيْتُ الأَدَمْ ) .
قال : ومعناه أنهم وإن كانوا مجتمعين بالشخوص والأبدان فإن شيمهم وأخلاقهم مختلفة وقوله ( بيت الأدم ) قالوا : هو الأرض وقالوا : آدم إليه يلتقون في النسب وقالوا : بيت الإسكاف فيه من كل جلد رقعة .
ع : قال أبو علي : بيت الأدم يريد القبة باب الملك يجتمعون فيها فتجمع من كل قبيل ومن كل أمة وهذا تفسير على اللفظ وهو أصحّ ما قيل فيه