58 - باب الرجل الأَحمق المائق .
قال أبو عبيد : من أمثالهم السائرة قولهم ( مُعَادَاةُ العَاقِلِ خَيْرٌ مِن مُصَادَقَةِ الأَحْمَقِ ) .
ع : نظمه الشاعر فقال : .
( وَلأَنْ يُعَادي عَاقِلاً خَيْرٌ لَه ... مِنْ أَن يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ ) .
والبيت لصالح بن عبد القدوس أخذه أبو الطيب فقال : .
( وَمِنَ العَدَاوَةِ مَا يَنَالُكَ نَفْعُهُ ... وَمِنَ الصَّدَاقَةِ مَا يَضُرُّ وَيُؤْلِمُ ) .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في الأحمق قولهم ( خَامِري أُمّ عَامِر ) وهي الضبع يشبه بها الأحمق .
ويروى عن علي C أنه قال : لا أكون مثل الضبع تسمع اللدم فتخرج فتصاد وهي زعموا من أحسن الدواب يدخل عليها فيقال : ليست هذه أم عامر حتى تجر رجلها وتؤخذ .
ع : من حمقها الظاهر أن الصائد يدخل عليها وجارها والوجار : الجحر إذا كان على وجه الأرض وإذا كان في الجبل فهو مغار فيقول لها ( خامري أم عامر ) ومعناه : استتري وتواري مأخوذ من الخمر وهو ما وارى وستر فتنقبض ويقول : أم عامر ليست في وجارها ويقول : أم عامر أبشري بشاء هزلى وجراد عظلى حتى يأخذ بيديها ورجليها فيوثقها ولو شاءت أن تقتله