فإن يكن في هذه الأمة محدّث فهو عمر بن الخطاب .
ع : ويروى من طرق مختلفة عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : قَد كان فيمَن كانَ قَبْلَكُمْ من الأمم نَاسٌ مُحَدّثونَ وفي رواية : رجال يكلمون من غَيرِ أنْ يَكونُوا أنبياء فَإنْ يكن في أمّتي منهم أحَدٌ فَعَمُرَ .
ويروى : لم تكن أمّةٌ إلا وفيها مروعون فإن يكن في هذه الأمّةِ مروع فإنّه عمرُ بن الخطّاب .
المروع : الذي يلقى الصواب والحق في روعه إلهاماً من الله تعالى .
من ذلك أن سارية بن زنيم كان في جيش للمسلمين في بعض ثغورهم فألقى الله تعالى في روع عمر وهو يخطب بالناس بالمدينة أن العدو قد نهدَ إلى المسلمين واشتدّ الخطب عليهم وكان المسلمون بحضرة جبل فقطع عمر الخطبة ونادى : يا ساريةُ الجبلَ الجبل .
فأسمع الله سارية وانحاز بالمسلمين إلى الجبل فتخلصوا .
وقد قال عمر : وافقتُ ربي في ثلاث : قلت يا رسول الله لو تطوّفنا بين الصفا والمروة فأنزل الله ( إن الصَّفَا وَالمْرَوةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهَ أَنْ يَطوَّفَ بَهِمَا ) البقرة158 وقلت : يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب .
واجتمع نساء النبي في الغيرة فقلت ( عسى ربّه إن طلّقَكُنّ أن يُبَدّله أزواجاً خيراً منكنّ ) فنزلت هذه الآية التحريم : رواه