والمكيدة في أمره فبعث إليه مائة غلام من أبناء العرب فيهم لبيد بن ربيعة وبعث معهم هدايا وأظهر أنه حباءٌ للمنذر وأن الحارث قد بخع بطاعته فأحاطوا برواقه فلما استنام إليهم وغفل وثبوا عليه فقتلوه وجالوا في متون خيلهم فنجا أكثرهم وحمل الحارث على العسكر فحطمه وكانت حليمة بنته قد دلته على هذا الرأي ونبهته على هذه المكيدة فنسب ذلك اليوم إليها .
ويقول من لا علم له إنها طيبت المائة الغلام والملوك لا تمتهن حرمهم هذا الإمتهان بل السوقة تأنف من ذلك وتأباه فكيف الملوك .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم فيه ( وَهَلْ يَخْفَى عَلَى النَّاسِ النَّهَارُ ) .
ع : هذا عجز بيت للقتّال الكلابي وهي أبيات قال : .
( أَنَا ابْنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شُلَيْل ... وَهَلْ يَخْفَى عَلى النَّاسِ النَّهَارُ ) .
( عَلَيْنَا سِبْرُهُ وَلِكُلِّ فَحْلٍ ... عَلَى أَوْلادِهِ مِنْهُ نِجَارُ ) .
يقول : يلوح علينا كرم نجارنا وشَبَهُ آبائنا .
قال أبو زيد : السبر ما عَرَفْتَ به لؤمَ دابة من كرمها وأصله من قولهم : سبرت الجرح إذا عرفت مقداره بالميل وهو المسبار .
وفي الحديث أنّ أبا بكر قال للنبي في حديث الهجرة : لا تدخلِ الغار حتى أدخله فأسْبُرَهُ قَبْلَك