ع : قال الزبير : أخبرني عتبة بن حمزة اللهبي قال : عندنا بمكة موضع يقال له الخلبة يكذب برقه فلذلك شبه الناس به البرق الكاذب فقالوا : برق الخلب .
والصحيح أن الخلب إنما هو مشتق من الخلابة وهو الخداع وفي الحديث لا خلابة .
ومن أمثالهم : ( إِذا لَمْ تَغْلِبْ فاخْلِب ) فكأن البرق الخلب يخدع يطمع بالمطر ولا مطر فيه .
وقال الكميت أو غيره : .
( بَخلابَةِ العِيْنَيْنِ كّذَّابَةِ المُنى ... وَهُنَّ مِنَ الأَخْلافِ وَالوَلَعانِ ) .
قال أبو عبيد : ومن أمثالهم في هذا قولهم ( مَوَاعيدُ عُرْقوب ) وذكر أنه كان رجلاً من العماليق وذكر خبره ثم قال : وفيه يقول الأشجعي : .
( وَعَدْتَ وَكَانَ الخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّة ... مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِ ) .
ع : هكذا ثبتت الرواية عن أبي عبيد بيثرب يعني المدينة وقد تقدم له أن المثل لرجل من العماليق ولم يكن قط أحد من العماليق بيثرب ولا سكنها وإنما هو ( بيتْرب ) بالتاء المعجمة بإثنتين من فوقها وبفتح الراء وهكذا أنشد أبو عبيدة معمر بن المثنى البيت المذكور وهو لعلقمة بيترب وقال : من أنشده بيثرب فقد أخطأ .
والعماليق إنما كانت من اليمامة إلى وبار ويترب هناك وبيت علقمة لم يأت على هذا اللفظ وصلة بيت علقمة وصواب إنشاده :