ملكهم بدهن البان تبركا وكذلك العوام وأن يلبس القصب والوشي ويتوج بتاج عليه صورة الشمس وحجلتها الدائرة عليها ويكون أول من يدخل إليه الموبذان بطبق فيه أترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وعناب وتفاح وعنقود عنب أبيض وسبع طاقات آس قد زمزم عليها ثم تدخل الناس على طبقاتهم بمثل ذلك وربما كانوا يذهبون إلى تفضيله على النيروز وفيه يقول عبيد الله بن عبد الله بن طاهر .
( أخا الفرس إن الفرس تعلم إنه ... لأطيب من نيروزها مهرجانها ) .
( لإدبار أيام يغم هواؤها ... وإقبال أيام يسر زمانها ) .
قال المسعودي وأهل المروءات بالعراق وغيرها من مدن العجم يجعلون هذا اليوم أول يوم من الشتاء فيغيرون فيه الفرش والآلات وكثيرا من الملابس .
العيد الثالث السدق ويسمى أبان روز ويعمل في ليلة الحادي عشر من شهر بهمن ماه من شهور الفرس وسنتهم فيه أيقاد النيران بسائر الأدهان والولوع بها حتى إنهم يلقون فيها سائر الحبوب ويقال إن سبب اتخاذهم لهذا العيد أن الأب الأول وهو عندهم كيومرت لما كمل له من ولده مائة ولد زوج الذكور بالإناث وصنع لهم عرسا أكثر فيه وقود النيران ووافق ذلك الليلة المذكورة فاستسنت ذلك الفرس بعده .
وقد ولعت الشعراء بوصف هذه الليلة