لك الطبيعة في أول وهلة وعصت عليك بعد إجالة الفكر فلا تعجل ودعه سحابة يومك ولا تضجر وأمهله سواد ليلتك وعاوده عند نشاطك فإنك لا تعدم الإجابة والمواتاة إن كانت هناك طبيعة أو جريت من الصناعة على عرف وينبغي أن تعرف أقدار المعاني فتوازن بينها وبين أوزان المستمعين وأقدار الحالات فتجعل لكل طبقة كلاما ولكل حال مقاما حتى تقسم أقدار المستعمين على أقدار الحالات فإن المنفعة مع موافقة الحال وما يجب لكل مقام من المقال .
قال في مواد البيان ويكون استعمال كل من جزل الألفاظ وسهلها وفصيحها وبهجها في موضعه وأن يسلك في تأليف الكلام الطريق الذي يخرجه عن حكم الكلام المنثور العاطل الذي تستعمله العامة في المخاطبات والمكاتبات إلى حكم المؤلف الحالي بحلي البلاغة والبديع كالاستعارات والتشبيهات والأسجاع والمقابلات وغيرها من أنواع البديع .
قال في الصناعتين وإن عملت رسالة أو خطبة فتخط ألفاظ المتكلمين كالجسم والجوهر والعرض واللون والتأليف واللاهوت والناسوت فإن ذلك هجنة .
قال في مواد البيان وذلك بأن يقصد الكاتب إلى ألفاظ الصناعة فيخرج منها إلى ألفاظ غريبة عن الصناعة غير مجانسة لها قال وإنما يؤتي الكاتب في هذا الباب من جهة أن يكون له شركة في صناعة غير الكتابة كصناعة الفقه والكلام وغيرهما مثل صناعة أصحاب الإعراب ونحوها فلكل طبقة من هذه الطبقات ألفاظ خاصة بها يستعملونها فيما بينهم عند المحاورة والخوض في الصناعة