أطال الله بفضله في الخير باعها وغنمنا إزالة هذه المفسدة فأحرزنا برها واصطناعها خوفا من وعيد قوله تعالى ( كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) ورجاء أن نكون من المراد بقوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) وعملا بقوله من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وعلما بأن أمير الرعية إذا لم يزل المنكر من بينهم فكيف يفلح في يومه وحال السؤال عنهم في غده .
وقد صار حصن الأكراد بهذه الحسنة في الحصن المنيع وأهله المتمسكون بالعروة الوثقى في مربع خصيب مريع وضواحيه مطهرة من خبث السفاح ونجاسة الخمور ونواحيه كثيره السرور قليلة الشرور قد أعلى الله تعالى به كلمته وأجاب لصغيره وكبيره في هذا الامر دعوته وما ذلك إلا بتوفيق من أهلنا لذلك وألهمنا رشدنا وطهرنا من هذه المفاسد تلك المسالك وله الحمد على ما وفق إليه وأعان عبده في ولايته عليه فإن المنكر إذا فشا ولم ينكر آن خراب الديار وقد قال إن الله ليغار فعند ذلك تمنع السماء درها وتمسك الأرض بذرها ويجف الضرع وييبس الزرع وتعطش الأكباد وتهلك البلاد .
فليبسط الجناب الكريم يده في إزالة ما بقي من منكر متفقدا لجليله وحقيره بالفحص الشديد وما على ذلك يحمد بكل لسان ويشكر مترقبا من يدخل البلد ذلك ليقابله بالضرب بالسياط آخذا في تتبع خلاله بالحزم والتحري والاحتياط إلى ان تصل بنا أخباره ويعلو لدينا في سياسته ونهضته مناره وتحمد عندنا إيالته وآثاره وهو بحمد الله كما نعهد شديد على كل مفسد ومعاند سديد الآثار والأثارة والمقاصد .
وأما أهل الذمة فما رفع عنهم السيف إلا بإعطاء الجزية والتزام الأحكام