وتنقضي الآجال وينقطع الأمل ويمتنع العمل وتزهق من العبد نفسه ويضمه رمسه ويرد على ربه وهو عليه غضبان وإن سخطه عليه بمخالفة أمره قد بان ولا ينفعه حينئذ الندم ولا تقال عثرته إذا زلت به القدم وقد أعذر من أنذر وأنصف من حذر فإن حزب الله هم الغالبون والذين كفروا سيغلبون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ألهمنا الله وإياكم رشدنا ووفق إلى مراضيه قصدنا وجمعنا وإياكم على الطاعة وأعاننا جميعا على السنة والجماعة بمنه وكرمه .
وهذه نسخة مرسوم كتب به عن نائب المملكة الطرابلسية إلى نائب حصن الأكراد بإبطال ما أحدث بالحصن من الخمارة والفواحش وإلزام أهل الذمة بما أجري عليهم أحكامه من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Bه في أواخر جمادى الأولى سنة خمس وستين وسبعمائة وهو .
المرسوم بالأمر العالي لا زال قصده الشريف المثابرة على تغيير المنكر وشد أزر المنكر مشمرا في إراحة القلوب بإزاحة مواطن الفواحش من سفاح ومخدر وميسر ومسكر أن يتقدم الجناب الكريم باستمرار ما وفقنا الله تعالى له ورسمنا به وأعطيناه دستورا يجده من عمل به يوم حسابه من إبطال الخمارة وهدم مبانيها بحيث لا يبقى للنفس الأمارة عليها أمارة وإخفاء معالمها التي توطنها الشيطان فقطن وإزالة ما بها من الفواحش التي ما ظهر منها أقل مما بطن وإخلاء تلك البلاد من هذا الفساد الموجب لكثرة المحن والاختلاف وإراقة ما بها من الخمور التي هي رأس الإثم والشرور وإحراق كل مخدر مذموم في الشرع محذور وإذهاب اسم الحانة بالكلية بحيث لا يتلفظ به مسلم ولا كافر ولا يطمع نفسه في الترتيب عليها من هو على خزيه وبغيه مظافر وقد غيرنا هذا المنكر بيد