الصراح ويبيح القتل الذي لا حرج على فاعله ولا جناح ومنها ما يقتضي الفسق إجماعا ويقطع من المتصف به عن العدالة أطماعا ومنها ما يوجب عظيم الزجر والنكال ومنها ما يفضي بقائله إلى الويل والوبال لعب الشيطان بعقولهم فأغواهم وضمهم إلى حزبه وآواهم ووعدهم غرورا ومناهم وتمنوا مغالبة أهل الحق فلم يبلغوا مناهم مرقوا من الدين وخرقوا إجماع المسلمين واستحلوا المحارم وارتكبوا العظائم واكتسبوا الجرائم وعدلوا عن سواء السبيل وتبوأوا من غضب الله شر مقيل مذهبهم أضعف المذاهب وعقيدتهم مخالفة للحق الغالب وآراؤهم فاسدة وقرائحهم جامدة والنقول والعقول بتكذيب دعاويهم شاهدة لا يرجعون في مقالتهم إلى أدلة سليمة ولا يعرجون في استدلالهم على طريق مستقيمة يعارضون النصوص القاطعة ويبطلون القواعد لمجرد المنازعة والمدافعة ويفسرون كلام الله تعالى بخلاف مراده منه ويتجرأون على تأويله بما لم يرده الله ولم يرد عنه فهم أعظم الأمة جهالة وأشدهم غواية وضلالة ليس لهم فيما يدعونه مستند صحيح ولا فيما ينقلونه نقل صريح .
فلذاك كانوا أقل رتبة في المناظرة وأسوأ الأمة حالا في الدنيا والآخرة وأحقر قدرا من الاحتجاج عليهم وأقل وضعا من توجيه البحث إليهم أكابرهم مخلطون وأصاغرهم مثلهم ومعظمهم مخبطون بل كلهم ليس لأحد منهم حظ في الجدال ولا قدم في صحة الاستدلال ولو طولب أحد منهم بصحة دعواه لم يجد عليها دليلا ولو حقق عليه بحث لم يلق إلى الخلاص سبيلا غاية متكلمهم أن يروي عن منكر من الرجال مجهول ونهاية متعلمهم أن يورد حديثا هو عند العلماء موضوع أو معلول يطعنون في أئمة الإسلام ويسبون أصحاب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ويدعون أنهم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب Bه وهو بريء منهم منزه عما يصدر عنهم فقدره أرفع عند الله والناس ومحله أعلى بالنص والقياس ويحرم أن ينسب إليه الرضا بهذه العقائد أو التقرير لهذه المفاسد فإن طريقته هي المثلى وسيرته هي العليا فالأخذ بالحق إليه يؤول والصواب معه حيث يفعل أو يقول ولا يصح نقل شيء من هذا