ودحضت حجة الملحدين واستوسق أمر الإسلام واستتب وتبت يدا مناوئه وتب اختار الله تعالى لنبيه جواره وقربه فقضى نحبه ولقي ربه فقام خلفاؤه بعده بآثاره يقتدون وبهديه وإرشاده يهتدون ولأحكامه يتبعون ولأوامره يستمعون ولمعاني ما جاء به يعون وإلى قضاياه يرجعون لا يغيرون ولا يبدلون ولا يتعرضون ولا يتأولون فقضى على ذلك الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون لم يتبع أحد منهم في زمانهم عقيدة فاسدة ولم يظهر أحد مقالة عن سواء السبيل حائدة ثم تفرقت الآراء وتعددت الأهواء واختلفت العقائد وتباينت المقاصد ووهت القواعد وتصادمت الشواهد وتفرقت الناس إلى مقر بالحق وجاحد وظهرت البدع في المقالات وضل كثير في كثير من الحالات وتهافت غالبهم في الضلالات وقال كل قوم مقالة تضمنت أنواعا من الجهالات وكان من أسخفهم عقلا وأضعفهم نقلا وأوهنهم حجة وأبعدهم من الرشد محجة طائفة الرافضة والشيعة لارتكابهم أمورا شنيعة وإظهارهم كل مقالة فظيعة وخرقهم الإجماع وجمعهم قبيح الابتداع فتبددوا فرقا وسلكوا من فواحش الاعتقادات طرقا وتنوع ناسهم وتعددت أجناسهم وتجرأوا على تبديل قواعد الدين وأقدموا على نبذ أقوال الأئمة المرشدين وقالوا ما لم يسبقوا إليه وأعظموا الفرية فيما حملوا كلام الله ورسوله عليه وباؤوا بإثم كبير وزور عظيم وعرجوا عن سواء السبيل فخرجوا عن الصراط المستقيم وفاهوا بما لم يفه به قبلهم عاقل وانتحلوا مذاهب لا يساعدهم عليها نقل ناقل وتخيلوا أشياء فاسدة حالهم فيما نخيلها أسوأمن حال باقل وتمسكوا بآثار موضوعة وحكايات إلى غير الثقات مرفوعة ينقل عن أحدهم ما ينقله عن مجهول غير معروف أو عمن هو بالكذب والتدليس مشهور وموصوف فأداهم ذلك إلى القول بأشياء منها ما يوجب الكفر