في إقامتها على الخامل والنبيه أوضح مهيع ووفوا المعروف حقه من الإظهار وتلقوا المنكر بأتم وجوه الإنكار ثم عليكم أجمعين بالتواصي بالخير والتعاون على البر والتقوى ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) وقال عليه السلام لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تجسسوا وكونوا عباد الله إخوانا .
وبالجملة فعلى المؤمن أن يستنفد وسعه في الاقتداء برسول الله والسلف من بعده ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ولم ينشأ ما نشأ من الأهوال ولا طرأ في هذه الأمة ما طرأ من الاختلال إلا بمفارقة الاقتداء الذي هو للدين رأس المال وB عمر حيث قال فرضت الفرائض وسنت السنن وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يمينا وشمالا .
ومن أشد المنكرات بغير نكير وجوب تغيير الخمر التي هي أس الإثم والفجور وأم الخبائث والشرور وأس كل خطيئة ورأس كل محظور فليشتد أتم الاشتداد في أمرها ويبحث غاية البحث عن مكامن عصرها ويتفقد الأماكن المتهمة ببيعها ويتسبب بكل وجه وكل طريق إلى قطعها وليبادر حيث كانت إلى إراقة دنانها وليبالغ إلى أقصى غايات الاجتهاد في شانها وإن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه فليتق الله مدمن شربها فإنها رجس من عمل الشيطان وليحذر ما في قوله عليه السلام لا يشرب المؤمن الخمر حين يشربها وهو مؤمن من إخراجه عن أهل الإيمان وشرب الخمر لجاج في الطبع فلا خير فيها مع الاعتناء المبني على الشرع ولو نهي الناس عن فت البعر لفتوه حرصا غالبا على ما تقدم فيه من الزجر والمنع فمن عثر عليه بعد من شارب لها أو عاصر مستسر بها أو مجاهر فليضرب الضرب المبرح ويسجن السجن الطويل وليبق إلى ان تصح توبته صحة لا تحتمل التأويل ثم إن عاد فالحسام المصمم يحسم داءه إذا أعضل ويصد به سواه عما استحل من هذا الحرام واستسهل