ومن أشد ما حذر منه وأكد النهي عنه كتب الفلسفة لعن الله واضعها فإنهم بنوها على الكفر والتعطيل وأخلوها من البرهان والدليل وعدلوا بها ضلالا وإضلالا عن سواء السبيل وجعلوها تكأة لعقائدهم ومقاصدهم المخيلة ركونا إلى الباطل وتمسكا بالمستحيل وقد كان سيدنا الإمام المنصور Bه قد جد فيها بالتحريق والتمزيق وسد بإمضاء عزمه المسدد ورأيه المؤيد وجوه طلابها بكل طريق فحسبنا أن نقتدي في ذلك بأثره الجميل ونأخذ في إحراقها حيث وجدت وإهانة كاتبيها وطالبيها وقاريها ومقريها ولا يعدل عن السيف في عقاب من انتحلها واستوهبها وإن السيف في حقه لقليل وقد قال تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه وبحسب العاقل كتاب الله وسنة الرسول .
ويتعلق بهذا المنهي عنه ما استرسل فيه مردة أهل الأهواء والمتنكبون فيما تلبسوا به من الأدران عن سنن الاهتداء أولئك قوم اعتقدوا إباحة المحظورات كلها وعدوا بإيهاماتهم السخيفة وتخيلاتهم الضعيفة كل واهي العقد منحلها وادعوا أنهم في الملة وأعمالهم تقضي بأنهم ليسوا من أهلها فليبحث عن ذلك الصنف الأول وهذا الثان فمذهبنا أن نطهر دين الله مما لصق به من الأدران وأن نعيده إلى ما كان عليه قبل والله المستعان .
ومن الوظائف التي يجب أن تعتنوا بها غاية الإعتناء وأن تقدموا النظر فيها على سائر الأشياء أمر اسواق المسلمين فقد اتصل بنا ما تطرق للتجارات من مسامحات تعفى عليها الخدع ولا ينثرها إلا الحرص والطمع ولا توافق الشرع ولا يطابقها الورع حتى شاب أكثر المعاملات الفساد ولا يجري على القانون الشرعي في كثير من المبايعات الانعقاد وتصدي المتحيلون فيها لحيل يقصدونها وأنواع لاجتلاب السحت يرصدونها وربما ورد التاجر من القطر