وإتماما للفضل إلى أقصى غاية التمهيد والتأمين Bهم أجمعين وعن تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
وإنا كتبناه لكم كتب الله لكن اتباعا إلى ما ينهى من المصالح إليكم واستماعا إلى ما يتلى من المواعظ عليكم من حضرة إشبيلية كلأها الله .
والذي نوصيكم به تقوى الله تعالى والعمل بطاعته والإستعانة به والتوكل عليه وأن تعلموا أنا لم نقم هذا المقام الذي حفظ الله به نظام الحق من انتثاره وأمدنا بعونه الجميل على إحياء الدين وإفاضة أنواره إلا لنستوفي كل نظر يعود على الأمة باستقامة أخراها وأولاها ونهيب بها إلى أسمى رتب السعادة وأعلاها ونوقظ بصائرها بنافع الذكرى من كراها فعلينا لها بحكم ما تقلدناه من إمامتها وتحملناه من أمانتها أن نتخولها بالحكمة والموعظة الحسنة ونرشدها إلى المناهج الواضحة والسبل البينة ونضفي على خاصتها وعامتها ظل الدعة والأمنة وإذا كنا نوفيها تمهيد دنياها ونعتني بحماية أقصاها وأدناها فالدين أهم وأولى والتهمم بإحياء شرائعه وإقامة شعائره أحق أن يقدم وأحرى وعلينا أن نأخذ بحسب ما نأمر به وندع ونتبع السنن المشروعة ونذر البدع ولها أن لا ندخر عنها نصيحة ولا نغبها إرادة من الأدواء مريحة ولنا عليها أن تطيع وتسمع وقد علم الله أنا لم نتحمل أمانة الإسلام لنستكثر من الدنيا وزخرفها ولم نتصد لهذا المقام لنستأثر بنعيمها وترفها وإنما كان قصدنا قبل وبعد إقامة الكافة في أوثر قراها وأوطإ كنفها وبحسب هذه النية التي طابقها العمل ولم يتعدها الأمل نيلت من الخيرات نهايات كانت الخواطر تستبعد منالها وتيسرت