الروايات المروية سحائبه وخلف العلماء الأبيض فما خلف الأحمر مما يقاربه ولا ثعلب مما تضج لديه ثعالبه ولا ابن خروف مما يدانيه وهو الليث ومن الأقلام مخالبه وبقية السادة القراء المنشد قول الحماسي .
( وإني من القوم الذين هم هم ... إذا مات منهم سيد قام صاحبه ) .
( بدور سماء كلما غاب كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه ) .
تعين أن يخطب لهذه المشيخة خطبة الفتى لاقتبال مجده والشيخ لتوقيره ويطلب لهذه الرتبة طلبا يقضي الأمل فيه بعنوان تيسيره .
فرسم بالأمر الشريف أن يستقر وضعا للأشياء في محلها ورفعا لأقدار الأفاضل إلى أعلى رتب الفضل وأجلها وعلما بمقدار هذا العالم السابق في أفق الهدى شهابا المدفق على رياض العلم سحابا الناقل إلى مجالس الاشتغال خطا يقول لها المؤمن بالإكرام والكافر بالإرغام ( ياليتني كنت ترابا ) .
فليباشر هذه الوظيفة مباشرة مثله من ذوي الأناة والإفادة وكفاة المناصب الذين على سعيهم الحسنى وعلى الدولة تصل الزيادة وليسلك في الأشغال عادة نطقه الأحسن وليعامل طلبته في المباحث بغير ما ألفوا من الخلق الأخشن وليعلم أنه قد جمع بين بره وتربة الأم كي تقر عينها ولا تحزن فليسرها بنبله وليبرها بفضله وليوفر السعي إليها كل وقت في المسير وليفسر أحلام أملها فيه فمن مفردات علومه التفسير وليحسن لتلامذته الجمع وليحم حمى رواياتهم من الخطإ ولا عجب أن يحمى حمى السبع تاليا كلام ربه كما أنزل وحسبه داعيا بنسب قراءته إلى ابن كعب فحبذا نسبه المبارك وكعبه ناصبا بمنظر شخصه