محمد أرفع من اتخذ القرآن إماما وأنفع من عقد استحقاق النبوة على حمده خنصرا وجلا الحق بهداه إبهاما وعلى آله وصحبه أمنع من لبس بسرد الآيات درعا واقتسم من بركتها سهاما فإن وظيفة يكون القرآن الكريم ربيع فصلها وفضلها ورتبة يكون الذكر الحكيم مداوي قلوب جفلها ومشيخة يكون مريد الآيات البينات وارد زوايا أهلها لأحق أن تتخير لها الأكفاء من ذوي الفضل الأثير والأدلاء على أشرف نتاج الهداية من ذوي الحلم الساكن والعزم المثير .
ولما كانت مشيخة إقراء القرآن بالتربة المعروفة بأم الصالح بدمشق المحروسة هي كما يقال أم العلم وأبوه وأخوه وحموه وصاحبته وأهل الكتاب والسنة بنوه وخلت الآن من شيخ كان يحمي حماها وتقسم الخلوات والآيات من بركته وتلاوته بالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها وكان فلان هو الذخيرة المخبوءة لهذا الأمر وذو السيرة المحبوة بهذا الشرف الغمر وصاحب القراءة والبيان الذي لا يعوز زمان طلبته أبو عمر ولا أبو عمرو والجامع لعلوم كتاب الله تعالى جمع سلامة في فنه وصحة في شرف ذهنه وجواز أمر يشهد أن البحر يخرج لدى المشكلات من صدره ويدخل عند عقد الحبا في ردنه والقاريء الذي إذا قال مبينا قال الذي عنده علم الكتاب والتالي الذي إذا قصر أو مد مد إلى سموات العلى بأسباب والمشير إلى علمه المرسوم بمصحفه فلا عدم إشارته ومرسومه أولو الألباب والمجلي وإن سماه العرف تاليا والمنقب عن غوامض التفسير وابن النقيب أولى بسند التفسير عاليا والإمام السني وإن سماه الشرع الإمام الحاكم دهرا وأقام له في أفق كل فضل داعيا والسامي الذي يسلك بفخره على العراقي أوضح محجة والعربي الذي ما للفارسي دخول في باب تيقنه وإن جاء بحجة وذو