المباحث طلقها ويعمرون مدارسها فيا لها من ذات دروس يكون العمران معتلقها ومعتنقها .
ولما كانت المدرسة الريحانية بدمشق في أيدي العلماء نخبة ريحانية وشقيقة نفس نعمانية مأهولة المنازه والمنازل بكل ذي فضل جلي وعلم ملي ووصف كريم ونفس نفيس يتلقاه منهاروح وريحان وجنة نعيم وخلت الآن من إمام كرمت خلاله وعظمت خصاله ومضى وتمضى وما يبقى إلا الله جل عن الحوادث جلاله فتعين أن نختار لتدريس مكانها من يفتخر به المكان والزمان ويتشيد بزيادة علمه لصاحب مذهبها أضعاف ما شاده زياد للنعمان من شيد الشريعة الشريفة مقاله ومقامه وعلا عماده إلى عقود الشهب فلله مراده ومرامه من لو عاصره ابن الحسين لحسن أن يعترف بقدره الجليل وقال عند محاضرة بحثه كما قال أبو يوسف فصبر جميل واستزاد شمس الشريعة فكيف السراج من لمعه البريقة وقال ابن الساعاتي ما رأيت أرفع من هذا القدر درجة ولا أبدع من هذا الذهن دقيقه .
ولذلك رسم بالأمر الشريف لا زال عاليا بأمره كل عماد زاهيا بمحامد ملكه كل ناطق وجماد أن يفوض لفلان لأنه المعني بما تقدم من الأوصاف الحلوة إذا تكررت والمقصود بألفاظها إذا تعنونت الأفهام وتيسرت والمعوذة فرائد مباحثه المفرقة ب ( إذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت ) وإمام المذهب الحنفي والحكم الأحنفي وحصاة القلب التي