الإنسان ومن طهارة النفس ما يتنافس على مثله المتنافسون ويستضيء بأنواره القابسون ويرفل في حلل نعمائه اللابسون وكان من الذين أبانوا عن حسن الطاعة وأنابوا وإذا دعوا إلى استنفار جهاد واجتهاد لبوا وأجابوا والذين لا يلوون ألسنتهم عن الصدق ولا يولون وجوههم عن الحق والذين لا يقعدهم عن بلوغ الأوطار مع إيمانهم حب الأوطان وإذا نفذوا في حرب الأعداء لا ينفذون إلا بسلطان .
ولما كان فلان ذوالمفاخر والمآثر أمير الفتيان مميز الإخوان والأعيان هو صاحب هذا المحفل المعقود والممدوح بهذا المقال المحمود والممنوح بهذا المقام المشهود والثناء الذي سر باله بما سربله أثواب العزة والفخار والاعتناء الذي استخير الله في اصطفائه واختباره في ذلك فخار اقتضى حسن الرأي الشريف كرم الله أنصاره وأعلى مناره أن نجيب وسائل من وقف في هذا القصد وقفة سائل لينال بذلك كل إحسان وإحسان كل نائل ودعا إلى الكريم العام بالإنعام والدعاء لسلطان يدعى له ويدعو كل الأنام فقال أسأل الله وأسأل سلطان الأرض ملك البسيطة إمام العصر رافع لواء النصر ناصر الملة المحمدية محيي الدولة العباسية فاتح البلاد والقلاع والأمصار قاهر الكفار مبيد الفرنج والأرمن والتتار سلطان الزمان خسروان إيران شاهنشاه القان سلطان العالم وارث الملك سلطان العرب والعجم والترك الذي انتهى إليه عن أمير المؤمنين الإمام الأواب المغوار علي بن أبي طالب ذي الفخار شرف الفتوة واتصال الأنساب .
قلت هذا ما وقفت عليه من نسخة هذا التوقيع وقد ذكر الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي في كتابه حسن التوسل نسخة تقليد أنشأه في الفتوة أسقط منه أول الخطبة وهو وابتدأ منه بقوله .
نحمده على ما منحنا من نعم شتى ووهبنا من علم وحلم غدونا بهما