فيلبس ذلك المريد ثيابا ثم يجعل في كوز أو نحوه ماء ويخلط به بعض ملح ويقوم كل منهم فيشرب من ذلك الماء وينسبه إلى كبيرة وربما اعتن بذلك بعض الملوك وقد جرت العادة في ذلك أنه إذا ألبس السلطان واحدا من الأمراء أن يكتب له بذلك توقيعا .
وهذه نسخة توقيع بفتوة من إنشاء القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر وهو .
الحمد لله الذي جعل أنساب الفتوة متصلة بأشرف أسباب النبوة وأفضل من أمده منه بكل حيل وقوة وأسعد من سما فكان عليا على كل من سام علوه .
نحمده حمدا تغدو الأفواه به مملوة ونشكره على مواهبه بآيات الشكر المتلوة ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من جعل إلى منهج التوحيد رواحه وغدوه ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي شد الله أزره بخير من أفتى وفتى فنال كل فتوي من الفتيان به شرف الأبوة والبنوة A وآله وصحبه الذين نصروا وليه وخذلوا عدوه صلاة موصلة إلى نيل الأماني المرجوة .
وبعد فإن خير من اتصل به رجاء الرجال الأجواد وطوى البعيد إلى تحصيل مرامه كل طود من الأطواد وأماط به عن مكارم الأخلاق لثام كل جود وامتطى ظهر خير جواد واستمسك من ملابس الشرف بما يؤمن ويؤمل وما يشد به من كل خير لباس التقوى وما تؤيد به عزيمته فتقوى وما يتقيد به على رؤوس الأحزاب وما يتنزل به عليه أحسن آية من هذا الكتاب من اشتهر بالشجاعة التي تقدم بها على قومه وحمد أمسها في يومه وبالشهامة التي لها ما للسهام من تفويق ولزرق الأسنة من تحذيق ولبيض الصفاح من حدة متون وللسمهرية من ازدحام إذا ازدحمت المنون ومن صدق العزيمة ما يشهد به كرم الشيمة ومن شدة الباس ما يجتمع به على طاعته كثير من الناس ومن صدق اللهجة واللسان ما اتصف عفافه منهما بأشرف ما يتصف به