اللعب وأليف هذا المرام الذي ينشط إليه اللاعب ويستروح إليه التعب اقتضى الرأي الشريف أن نجعله حاكما في هذه الرتبة الجليلة بما علم أو علم منها فاصلا بين أهلها بمعرفته التي ما برحت يؤخذ بها في قواعدها وينقل عنها فرسم بالأمر الشريف أن يكون حاكما في البندق .
فليستقر في هذه الرتبة التي تلقاها بيمين كفايته ويمنه وارتقاها بتفرده في نوعه وتقدمه في فنه وليعتمد الإنصاف في أحكام قواعدها وإجراء أمر أربابها على أحوالها المعروفة وعوائدها وينافس المعروفين بها على التحلي بآدابها والتمسك من المروءة والأخوة بأفضل أهدابها وينصف بينهم فيما يعتد به من واجبها ويلزم الداخل فيها بالمشي على المألوف من طرقها والمعروف من مراتبها ولا يحكم في التقديم والتأخير بهوى نفسه ولا يقبل من لم يتحر الصدق في يومه أنه قبل منه في أمسه فإن استدامة شروطها أمان من السقوط عن درجها وإذا حكمت نفوس أهلها الصدق في أقوالها وأفعالها فقد خرجت من خط حرجها وليرع لذوي التقدم فيها قدم هجرتهم واشتهار سيرتهم الحسنة بين أسرتهم وقد خبر من أوصافه الحسنة وسابق رتبته التي لم تكن عين العناية عنها وسنة ما اقتضى استقرار رتبته على مكانتها ومكانها واكتفي له من مبسوط الوصايا بعنوانها فليتق الله في قوله وعمله ويجعل الاعتماد على توفيقه غاية أمله والخير يكون إن شاء الله تعالى .
ومن ذلك ما يكتب به في إلباس الفتوة .
اعلم أن طائفة من الناس يذهبون إلى إلباس لباس الفتوة ويقيمون لذلك شروطا وآدابا جارية بينهم ينسبون ذلك في الأصل إلى أنه مأخوذ عن الإمام علي كرم الله وجهه .
والطريق الجاري عليه أمرهم الآن أنه إذا أراد أحدهم أخذ الطريق عن كبير من كبراء هذه الطائفة اجتمع من أهلها من تيسر جمعه وتقدم ذلك الكبير