سجيته والعز حلية اسمه والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي هدى الله بنور ملته العادلة من تردى في ظلمات ظلمه ورفع منار النبوة بماخصه به من افتتاح التقدم في رتبتها وختمه وعلى آله وصحبه الذي سرى كل منهم إلى غاية الكمال على نجائب همته وجياد عزمه فإن أولى من رعيت له أسباب قدمه وتقدمه وفتحت له أبواب حكمه في رتبته وتحكمه وأعيد إلى مكانته التي رقاها باستحقاقه قديما ورفع إلى منزلته التي لم يزل بقواعدها خبيرا وبأوضاعها عليما من ارتقى في رتبته إلى نجم أفقها واقتدى في مناهجه بدليل مسالكها وطرقها فأتى في مصالحها بيوت الإصابة من أبوابها ونقل فيها أوضاع الإجادة عمن كان أدرى بها وتقدم فيها تقدم هجرته وسبق قدمه وبلغ في مقاماتها الغاية بين وثبات ساعده وثبات قدمه وجمع من أشتات الطير ما افترق في غيره وحوى من السبق إلى أنواعها ماحكم بسعد نجمه ويمن طيره فكم ليلة أسفر فيما أبرزوه عن صباح نجاحه وكم طائر زاحم النسرين بقوادمه أصبح لديه محمولا بجناحه وكم أنزلت أهلة قسيه الطير على حكمها وكم حكت بنادقه في رجوم الطير المحلقة إلى السماء انقضاض نجمها وكم أبصر مقاتل الطير وهي من الليل في ظلمات بعضها فوق بعض وكم اشتغل من الطير الواجب بندب رمي لم يشغله من إعداد الأهبة للجهاد عن الفرض حتى كاد النسر الطائر إذا توهم أن الهلال قوسه يغدو كأخيه واقعا والمرزم المحلق في الأفق يمسي لإشارة بنادقه الصم متتبعا حتى أصبح وهو الكبير في فنه بآداب التعريف وأضحى وهو الخبير بنوعه بطريق النقل والتوقيف .
ولما كان فلان هو كبير هذا الفن وخبيره ومقدم هذا النوع الذي لم يزل بنجلائه عظيم كل عصر وأميره وقديم هذا المرمى الذي جل المراد به الجد لا