ما لم يبق غضبنا في يد أخيه منه إلا الأسى والأسف وحسنت له الثقة بكرمنا كيف يجمل الطلب وعلمته الطاعة كيف يستنزل عوارفنا عن بعض ما غلبت عليه سيوفنا وإنما الدنيا لمن غلب وانتمى إلينا فصار من خدم أيامنا وصنائع إنعامنا وقطع علائقه من غيرنا فلجأ منا إلى ركن شديد وظل مديد ونصر عتيد وحرم يأوي أمله إليه وكرم تقر نضارته ناظريه وإحسان يمتعه بما أقره عطاؤنا في يديه وامتنان يضع عنه إصره والأغلال التي كانت عليه اقتضى إحساننا أن نغضي له عن بعض ما حلت جيوشنا ذراه وحلت سطوات عساكرنا عراه وأضعفت عزمات سرايانا قواه ونشرت طلائع جنودنا ما كان ستره صفحنا عنهم من عورات بلادهم وطواه وأن نخوله بعض ما وردت خيولنا مناهله ووطئت جيادنا غاربه وكاهله وسلكت كماتنا فملكت دارسه وآهله وأن نبقي مملكة هذا البيت الذي مضى سلفه في الطاعة عليه ويستمر ملك الأرمن الذي أجمل السعي في مصالحه بيديه لتتيمن رعاياه به ويعلموا أنهم أمنوا على أرواحهم وأولادهم بسببه ويتحققوا أن أثقالهم بحسن توصله إلى طاعتنا قد خفت وأن بوادر الأمن بلطف توسله إلى مراضينا قد أطافت بهم وحفت وأن سيوفنا التي كانت مجردة على مقاتلهم بجميل استعطافه قد كفتهم بأسها وكفت وأن سطوتنا الحاكمة على أرواحهم قد عفت عنهم بملاطفته وعفت فرسم أن يقلد كيت وكيت ويستقر بهذه المملكة الفاسدة استقرارا لا ينازع في استحقاقه ولا يعارض فيماسبق من إعطائه له وإطلاقه ولا يطالب عنه بقطيعة ولا يطلب منه بسببه غير طوية مخلصة ونفس مطيعة ولا تخشى عليه يد جائرة ولا سرية في طلب الغرة سائرة ولا تطرق كناسه أسد جيوش مفترسة ولا سباع نهاب مختلسة بل تستمر بلاده المذكورة في ذمام