وليأخذ بقلوب الجلابة فإنهم في توسيعهم على أهل الحرمين كالمتصدقين وإن كانوا تجارا ببضاعة وليوصل من تأخر من أبناء السبيل إلى مأمنهم وليخص بالعدل أهل بلده ليستقروا آمنين في موطنهم والرفق فهو الذي بحلله يزين وبحليه يستحسن والتأني في معرفة الحق من الباطل فإن به الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الباطل يبين ولزوم الطاعة التي أوجبها الله لنا على عباده وندب إليها وملازمة الجماعة التي يكفيه من بركاتها أن يد الله عليها وإقامة الخدمة فيما قبله من البلاد وكل حاضر وباد وكل من كاد أو كاد أو تعرض لعناد العباد فمن أقدم على محذور أو تقدم إلى محظور أو ارتكب في الخلاف أمرا من الأمور فجره بالبغي إلى مصرعه وحرك السيف لمضجعه ودع الرمح الذي اعتقله للشقاق يبكي للإشفاق عليه بأدمعه وقد رأيت كيف طريقتنا المثلى وسيرتنا التي لا تجد لها مثلا فاسلك هذه المحجة وحسبك أن تتخذ بينك وبين الله حجة وفي هذا عن بقية الوصايا غنى والله يزيل عنك الخوف في الخيف ويبلغك المنى في منى والاعتماد .
القسم الرابع مما يكتب من الولايات عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية ما يقع على سبيل الندور وهو الذي يقع في حين من الأحيان من غير أن يسبق له نظير .
قال الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي في حسن التوسل ويحتاج الكاتب فيه إلى حسن التصرف على ما يقتضيه الحال .
فمن ذلك ما يكتب به للنيابة الخارجة عن المملكة إذا رغب فيها متوليها .
وهذه نسخة تقليد شريف من ذلك كتب به المولى الفاضل شهاب الدين