طريق ووهبنا في الملك النسب العلي العريق والحسب الذي هو بالتقديم والتحكيم حقيق وقلدنا من عهد بيعة السلطنة ما لحمده في الآفاق تطريق ولعقده في الأعناق تطويق ففيأنا من شجرة هذا البيت الشريف الناصري المنصوري كل غصن وريق وهيأ للبرية تكريما عميما بتقديم من له المجد يتعين وبه السؤدد يليق وأطلع في أفق أعز الممالك علينا من بيتنا شهاب علا هو للبدر في الكمال والجمال شبيه وشقيق وأطعنا أمر الله تعالى في معاملة الولد البار معاملة الوالد الشفيق وأودعنا لديه ما أودعه الله تعالى لدينا مملكة مرتفعة متسعة ليرتفع محله ويتسع أمله ولا يضيق وجمعنا له أطرافها لتكون لكلمته العليا بها الاجتماع من غير تفريق .
ولما كان الجناب العالي الولدي الشهابي سليل الملوك والسلاطين خليل أمير المؤمنين هو الذي تشير رتب الكفالة بترقيه وتقر عيون الأولياء بتعينه لإلقاء أمرنا المطاع وتلقيه وتلهج الألسنة ضارعة إلى الله تعالى أن يخلد ملك بيته الشريف ويبقيه وتعرج إلى السموات دعوات الأتقياء أن يوقيه الله مما يتقيه ونمسك في هذا المقام لسان المقال عن مدحه أدبا ونترك الافتخار بالمال والعديد إيثارا لثواب الله وطلبا وندرك موعظة الله سبحانه في كتابه قصدا وأربا ( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير عقبا ) وببركة هذا القصد يتم لنا فيه المراد ويعم هذه المملكة النفع بهذا الإفراد فإنها معهد النصر والفتح ومشهد الوفر والمنح ومصعد العز الذي لما وطئنا صرحه تدكدك للعدا كل صرح وتملك للهدى كل سرح ونشقنا بها لقرب المزار من طيب طيبة أعظم نفح وقد بقينا بجاه الحال بها في تيسير التأييد فكان كاللمح وجرى خلفنا السمح بعد ذلك على عادته في الحكم والصفح وسرى ذكرنا في