الشريفة من محله وتنشر عليه من تكريمها وارف ظله وترتضيه لقلاع الإسلام وتشييدها وتجتبيه لصونها وتأييدها وتجعله قرة عينها وحلية جيدها وتمضي كلمته في مصالحها وتعدق به أسباب مناجحها فيصبح ولقدره منا إعلاء وإعلان ويمسي وله شغل بطاعتنا العالية الشان وشغل بالمعقل الذي يحرز بعزمه ويصان فلأجل ذلك غدا وله من هذه النيابة على الحقيقة شغلان .
وكان فلان هو الذي جادت عليه دولتنا الزاهرة بسحائبها وأشرقت على حظوظه سعود كواكبها وأسمت له قدرا وجعلت له إمرة وأمرا وصرفته إلى نيابة معقل معدود من قلاع الممالك الإسلامية وحصونها ومعاقلها التي علت محلا فالجبال الشم من دونها قد أصبح شاهقا في مبناه ممنعا في مغناه محصنا برجاله مصونا من ماضيين السيف في مضائه والعزم في احتفاله اقتضى حسن الرأي الشريف أن نوقله رتبة هذه النيابة وننشر عليه من إحساننا سحابة .
فذلك رسم بالأمر الشريف لا زال أن يستقر .
فليحل هذه النيابة المباركة مظهرا من عزمه ما تحمد عواقبه وتعلو مراقبه وتسمو مراتبه وتتوضح سبله ومذاهبه محصنا لسرحه معززا مواد نجحه مراعيا أحوال رجاله المعدين من حماته وأبطاله حتى يغدوا يقظين فيما يندبهم إليه ويستنهضهم فيه مبادرين إلى كل ما يحفظ هذا الحصن ويحميه ومن بهذا المعقل من الرعية فليرفق بضعفائهم وليعاملهم بما يستجلب لنا به صالح دعائهم والوصايا كثيرة وملاكها التقوى فليتمسك بها في السر والنجوى وليغرسها في كل قول يبديه وفعل يرتضيه فإن غروسها لا تذوى والله يوفقه لصالح القول والعمل ويصونه من الخطإ والخطل والخط