الحق قويا عنده والقوي في الباطل ضعيفا .
وكانت البلاد الحلبية المحروسة هي المملكة التي لا تجاري شهباؤها في حلبة فخار والرتبة التي لا يؤهل لها من خواص الأولياء الأعزة إلا من استخرنا الله تعالى في تقليد جيد مفاخره بلآليء كفالتها فخار فهي سور الممالك الذي لا تتسوره الخطوب وأم الثغور التي ما برح يسفر بابتسامها عن شنب النصر وجه الزمن القطوب وموطن الرباط الذي كل يوم وليلة فيه خير من الدنيا وما فيها وعقيلة الأقاليم التي كم أشجى قلوب الملوك الأكابر صدودها وأسهر عيون العظماء الأكاسرة تجافيها بل هي عقد دره حصونه وروض سيوف الكماة جداوله ورماح الحماة غصونه وحمى لم تزل عيون عنايتنا بعون الله تحفه وأيدي تأييدنا بقوة الله تصونه اقتضت آراؤنا الشريفة أن نرهف بحمايتها هذا السيف الذي تسابق الأجل مضاربه وتبطل الحيل تجاربه ويتقدم خبر عزائمه خبرها فلا يدرى هل ريح الجنوب أسرى وأسرع أم جنائبه وتبث مهابته أمام سراياه إلى العدا سرايا رعب تفل جمعهم وتسبق إلى التحرز من بأسه بصرهم وسمعهم وتسفر بكل أفق عن شيعة مغيرة أو كتيبة تجعلها لمعالي النصر الكامنة مثيرة .
فلذلك رسم بالأمر الشريف العالي لا زالت أوامره مبسوطة في البسيطة وممالكه محوطة بمهابته الشاملة ومعدلته المحيطة أن تفوض إليه نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الحلبية تفويضا يعوذها من عيون العدا بآيات عزائمه ويعودها اجتناء ثمر المنى والأمن من ودق صوارمه وينظم دراري الأسنة من أجياد حصونها في مكان القلائد ويجعل كماة أعدائها لخوفه أضعف من الولدان وأجبن من الولائد ويجرد إلى مجاوريها من همته طلائع تحصرهم في