بمواقع مهابته وإنصافه وريعت قلوب العدا بطروق خياله قبل خيله وخاف الكفر كل شيء أشبه ظباه من توقد شموس نهاره أو حكى أسنته من تألق نجوم ليله ومد على الممالك من عزماته سور مصفح بصفاحه مشرف بأسنه رماحه سامية على منطقة الجوزاء منطقة بروجه نائية على أماني العدا مسافة رفعته فلا يقدر أمل باغ على ارتقائه ولا رجاء طاغ على ولوجه من تمهدت بسداد تدبيره الدول وشهدت بسير محاسنه السير الأول وتوطدت الممالك على أسنته فحققت أن أعلى الممالك ما يبني على الأسل وسارت في الآفاق سمعته فكانت أسرى من الأحلام وأسبق من الأوهام وأسير من المثل وصانت الثغور صوارمه فلم يشم برقها إلا أسير أو كسير أو من إذا رجع إليها بصره انقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير وزانت الأقاليم معدلته فلا ظلم يغشى ظلامه ولا جور يخشى إلمامه ولا حق تدحض حجته ولا باطل يعلو كلامه فالبلاد حيث حل بعدله معمورة وبإيالته مغمورة وسيوف ذوي الأقلام وأقلامهم بأوامره في مصالح البلاد والعباد منهية ومأمورة .
ولما كان الجناب العالي هو الذي عانق الملك الأعز نجاده والليث الذي لم يزل في سبيل الله إغارته وإنجاده والكمي الذي كم له في جهاد أعداء الله من موقف صدق يضل فيه الوهم وتزل فيه القدم والهمام الذي إن أنكرت أعناق العدا مواقع سيوفه فما بالعهد من قدم والمقدام الذي لا ننكر مشاهده في إرغام الكفر ولا تكفر والزعيم الذي حمت مهابته السواحل فخاف البحر وهو العدو الأزرق من بأسه الأحمر على بني الأصفر والمقدم الذي كم ضاقت بسرايا شيعته الفجاج وكم أشرقت نجوم أسنته من أفق النصر في ظلم العجاج وكم حمى العذب الفرات على البعد بسيوفه وهي مجاورة للملح الأجاج مع سطوة أنامت الرعايا في مهاد أمنها ورأفة عمرت البرايا بعاطفة إقبالها ويمنها ورفق تكفل لسهل البلاد وحزنها بإعانة مزنها وشجاعة أعدت الجيوش التي قبله فغدت آحادها ألوفا وفتكات عودت الطير الشبع من وقائعه فباتت على راياته عكوفا ومعدلة عمت من في إيالته فأضحى الضعيف في