حمد الله من إنشاء المولى تاج الدين بن البارنباري وكأنه إنما كتب بذلك عند تغير السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون عليه على ما هو مذكور في الكلام على كتاب السر في مقدمة الكتاب .
وهذه نسخة توقيع بكتابة السر بالشام المحروس .
أما بعد حمد الله منقل الشهب في أحب مطالعها ومعلي الأقدار بتصريف الأقدار ورافعها ومبهج النفوس بمعادها إلى أوطانها ومواضعها وممضي مشيئته في خليقته بالخيرة فيما يشاء لطالعها والشهادة له بالوحدانية الآخذة من القلوب بمجامعها والصلاة على سيدنا محمد الذي بصر الأمة بهديها ومنافعها وصان شرعته الشريفة تلو الملل بنسخ شرائعها وعلى آله وصحبه الذين استودعوا أسرار الملة فحفظوا نفيس ودائعها فإن ممالكنا الشريفة هي سواء لدينا في التعظيم وأولياء دولتنا الشريفة يتنقلون فيها في منازل التكريم وعندنا من فضل الله رعاية للعهد القديم وتأكيد لأسباب التقديم فلا غضاضة لمن نقلناه من أبوابنا إليها ولا وهن يطرأ على علو المراتب ويعتريها حيث صدقاتنا دائمة وثغور إقبالنا باسمة ومراسمنا لمساعدة الأقدار في الأيام حاكمة والشهاب لو لم يسر في سمائه لما اهتدى الناظرون بضيائه والدرة لو مكثت في صدفها لما حظيت في العقود بشرفها .
وكان المجلس العالي القضائي الشهابي قد أقام في خدمتنا الشريفة بالأبواب العالية حافظا للأسرار قائما بما نحب ونختار ثم لما أخذ حظه من القرب من أيدينا الشريفة رأينا أن عوده إلى أوطانه وأهله من تمام إيمانه وأن مرجعه إلى