الحجة سنة إحدى عشرة وسبعمائة من إنشاء الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي وهي .
الحمد لله الذي خص دولتنا الشريفة برعاية الذمم وحفظ ما أسلف الأولياء من الطاعات والخدم وإدامة ما أسدته إلى خدم أيامنا الزاهرة من الآلاء والنعم وإفاضة حلل اعتنائها التي هي أحب إلى من شرف بولائها من حمر النعم وأبقى عوارفها على من لم يزل معروفا في صون أسرارها بسعة الصدر وفي تدبير مصالحها بصحة الرأي وفي تنفيذ مراسمها بطاعة اللسان والقلم .
نحمده على نعمه التي ما استهلت على ولي فأقلع عنه غمامها ولا استقرت بيد صفي فانتزع من يده حيث تصرف زمامها ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا نزال نعتصم بحبلها المتين ويتلقى عرابة إخلاصنا راية فضلها باليمين ونشهد أن محمدا عبده ورسوله أكرم مبعوث إلى الأمم بالإحسان والكرم A وآله وصحبه الذين كرمت أنسابهم وأضاءت لهم وجوههم وأحسابهم فرفلوا في حلل ما اكتسوه من سننه واكتسبوه من سننه فحسن منها اكتساؤهم واكتسابهم صلاة لا تزال لها الأرض مسجدا ولا يبرح ذكرها مغيرا في الآفاق ومنجدا وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن أولى من خولته مكارمنا الإقامة حيث يهوى من وطنه وبوأته نعمنا الجمع بين ذمام برنا وبين ما فارقه من سكنه وملكته عواطفنا زمام التصرف حيثما أمكن من خدمتنا الشريفة وعرفته عوارفنا أن مكانته عندنا على حالها حيث أدى ما عدق به من وظيفة من لم يزل قلمه لسان مراسمنا وعنان ما نجريه في الآفاق من سوابق مكارمنا وترجمان أوامرنا وخطيب آلائنا التي غدت بها أعطاف التقاليد من جملة منابرنا