لأبوابه الشريفة فتح في الخير يقدمه النصر ولسحابه منح ما يعرف مدد أمداده القصر أن تفوض إليه صحابة ديوان الإنشاء الشريف ومشيخة الشيوخ بالشام المحروس على عادة من تقدمه وقاعدته ومعلومه الشاهد به الديوان المعمور إلى آخر وقت .
فليباشر ذلك بوافر عفافه ووافي إنصافه ومشهور أمانته ومشكور صيانته كاتما للأسرار كاتبا للمبار ليكون من الأبرار عالقا مصالح الأنام بإرشاد رأيه وصوابه ضابطا أحوال ديوانه متحريا في كثير الأمور وقليلها فإن الكتاب يظهر من عنوانه محررا لما يملي معتبرا لما يكتب مجملا للمطالعات الكريمة بفكره المتسرع وتصوره الأرتب حافظا أزمة ما يصدر من مثال وما يرد من المهمات الشريفة فهو أدرى وأدرب بما على ذلك يترتب محافظا كعادته على دينه لازما لصدق يقينه خافضا لأهل الخير جناحه مانحا لهم نجاحه معاملا للفقراء بكرم نفس بالله غنية ملاحظا لأحوالهم بالقول والفعل والعمل والنية محترما لكبيرهم حانيا على صغيرهم مفكرا فيما يعود نفعه عليهم راكنا في الباطن والظاهر إليهم معنيا لهم بالاشتغال بالعبادة مسلكا لهم الطريق إلى الله فإنها الطريق الجادة مستجلبا لدعواتهم الصالحة مستفيدا من متاجر بركاتهم الرابحة والوصايا كثيرة ومن نور إفادته تقتبس ومن مشهور مادته تلتمس وملاكها التقوى وهي أول كل أمر وآخره وبملازمتها تتم له مفاخره والله تعالى يحرسه في السر والنجوى ويظهر بارشاده للمعاني والبيان كل نجوى بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى .
وهذه نسخة توقيع بكتابه السر بالشام كتب به للقاضي شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله عندما رسم بنقله من القاهرة إلى دمشق في ذي